كتب: حسين علي
تشهد الأسواق العالمية
حالة من الاضطراب والتذبذب الشديد على كافة وجميع الأصعدة منذ يومان تقريبًا،
وبالتزامن مع إعلان إيران شن هجوم مرتقب على دولة الإحتلال الإسرائيلي في أعقاب
عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران وما تبعها من
تصعيدات.
الإثنين
الأسود كما يطلق عليه خبراء الاقتصاد ومحللون أسواق المال، خاصة بعد الخسائر
الفادحة التي تشهدها الأسواق والبورصات منذ بداية التعاملات.
ليفتح
ذلك تساؤلات عدة أهمها كيف أثرت هذه التوترات الجيوسياسية على الأسواق سواء
العربية أو العالمية؟، وكيف يتوقع الخبراء مستقبل اقتصادات العالم في الفترة
المقبلة؟، وأي القطاعات شهدات تأثر بشكل كبير؟.
تواصل
موقع «المصير» الإخباري مع عدد من خبراء الاقتصاد ومحللو أسواق المال للوقوف على
إجابات واضحة لهذه التساؤلات وتقديمها بين يدي القارئ.
خسائر فادحة للبورصة المصرية والبورصات العربية
أرجعت خبيرة سوق المال
حنان رمسيس، أسباب التراجع الحاد في مؤشرات البورصة المصرية للتوترات الجيوسياسية
بالمنطقة، وخاصة من المخاوف من إتجاه إيران لضرب دولة الاحتلال الإسرائيلي على
خلفية إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية.
وقالت خبيرة سوق المال
في تصريحات خاصة لموقع «المصير»، اليوم الإثنين، إن تلك الأحداث تؤثر بالسلب على
كافة المتعاملين بالبورصة، نتيجة للمخاوف الكبيرة من إستمرار تلك التوترات ويزايد
تأثيرها السلبى على الإستثمار، خاصة أنه من المعروف أن رأس المال "جبان".
كما يعود سبب الخسائر
الثانى، لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إنخفاض عدد الوظائف التي يتم توفيرها
الشهر الجاري، مما أعطى انطباع إلى وجود حالة من الركود الاقتصادي، ودفع بمؤشرات
العالم كلة إلى الإنخفاض بنسب متفاوتة.
ومن جانبه
قال الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، إن العالم
بأكمله يعيش أجواء ساخنة، مشيرًا إلى أن الأفق غائم، ما يؤدي إلى ضبابية في توقعات
ماذا سيحدث في المستقبل والفترة القريبة القادمة.
أضاف جاب الله في حديثه
لموقع «المصير»، أن هذه الأجواء تخلق ظروف اقتصادية غير ملائمة للنشاط الاقتصاد أو
صناعة النمو، فأسعار الطاقة تتأثر بما يشهده العالم من توترات.
الإثنين الإسود
وعلى الجانب الأخر وصف
الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي في حديثه لـ«المصير» اليوم الإثنين وما
شهدته أسواق المال بأنه «الاثنين الأسود» في تحركات البورصة و
الدولار وذلك لعدة أسباب رئيسية أبرزها: أن صندوق النقد أكد عدم
وجود أى قيود على سعر الصرف و بالتالى فى مرونة مستمرة(تفاعل مع العرض و
الطلب)،التدخل من البنك المركزى يكون فى التقلبات المفرطة فقط.
كذلك خروج اكتر
من حوالى ٦٠٠ مليون دولار فى يومين و بداية لخروج مليارات من الأموال الساخنة بسبب
التوترات الجيوسياسية التى تشهدها المنطقة و محاولة الحفاظ عليها بتثبيت أسعار
الفائدة المرتفعة فى مصر، مرونة سعر الصرف .
بالإضافة إلى أن
البورصات العالمية تحقق خسائر كبيرة و البورصة المصرية مش أحسن من حد تقديرات
بخسائر فى القيمة السوقية بنحو ١٠٠ مليار جنيه.
كذلك وجود وضع متشائم و
قاتم وقد يعود الجنيه المصري أمام الدولار لمستويات ال٥٠ جنيه للدولار على
أن يتراجع مرة أخرى.
وبالعودة لحديث خبيرة
أسواق المال حنان رمسيس، أوضحت أن المؤشر الياباني قد شهد أعلى الإنخفاضات حيث بلغ
حجم الإنخفاض على مدار يومان نحو 16%، بالإضافة إلى إنخفاض كافة
المؤشرات الخليجية، حيث إنخفض المؤشر السعودي إلى أكثر من 7 %، وشهد المؤشر المصري
خسائر تصل إلى أكثر من 9%، بحجم خسائر تتجاوز الـ100 مليار جنية، وذلك نتيجة لحجم
المبيعات الهيسترية من قبل المتعاملين المصريين الأفراد، كما أن البعض
يتعاملون من خلال الرفعة المالية"بالهامش"، والتي تتطلب ضرورة
تسوية مراكزهم والمخاوف من ارتفاع النسبة القانونية.
وأشارت رمسيس، إلى أنه
كانت هناك مبيعات مكثفة من قبل المتعاملين العرب والأجانب والمؤسسات المالية، مما
اثر على المؤشر 30 بالسالب في أول يوم من الانخفاضات بداية من أمس
الأحد، والتي شهدت فيه الخسائر أكثر من 60 مليار جنية جلال الجلسة الأولى، وهذه الانخفاضات
تشجع المتعاملين ممن لديهم سيولة ماليه عمل مراكز شرائية ولكن مع الانخفاضات
المتوالية يكون هناك نوع من المخاوف، والترقب الحذر عند فئات المتعاملين.
خسائر فادحة
وقالت خبيرة البورصة إن
حجم الخسائر المترتبة تصل إلى وجود إنخفاضات في في العديد من الأسهم بنسب متفاوتة،
حيث تأثرت بعض الأسهم بحجم انخفاض بلغ نحو 28% على مدار اليومين، مع وجود
إنخفاضات طفيفة لبعض الأسهم في حدود الـ3%، وأخرى إنخفضت بنسب تراوح
بين 13 : 20%، على حسب الوزن النسبي لكل سهم داخل المؤشر.
وتوقعت رمسيس إستمرار
التراجع، إلى أن تنفصل الأسواق عن بعضها أو أن تصبح الأسعار مغرية للتداول من قبل
المتعاملين ويكون هناك مراكز شرائية، مؤكدة أن السوق المصري أسرع في التعافي
نتيجة لإرتفاع الدولار أمام الجنية حيث يدفع ذلك لإرتفاع الأسواق ،
متوقعة أن تبدأ البورصة المصرية في التعافى عن باقية الأسواق نتيجة إرتباطها
بشؤون داخلية تتعلق بأزمة اقتصادية وإستخدام البورصة كوسيلة للتحوط ضد مخاطر
التضخم بالتزامن ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنية والذى شارف على الوصول لـ
49.50، وهو أعلى إرتفاع منذ التعويم.
وأرجعت رمسيس ارتفاع
سعر الدولار مقابل الجنية نتيجة إلى المبيعات المكثفة للأجانب في أذون الخزانة
المحلية، خاصة في الأجيال المتفاوتة التي تتعلق بـ272 يوم إلى 172يوم، حيث
أن تلك المبيعات تؤثر على حركة التداول وتؤثر أيضا على تقديرات المتعاملين،
وكلها عوامل أدت إلى أن تسترد البورصة عافيتها نوعاً ما وتقلص من خسائرها
الصباحية، متوقعة على جلسة الغد أن تبدأ البورصة المصرية في الإنتقال إلى
المنطقة الخضراء، وتصبح أول بورصة في المنطقة تسترد عافيتها امام البورصات
العالمية والإقليمية.